مخاطر الإدمان تُهدد مستقبل الشباب: جهود مكثفة للوقاية والعلاج في مصر
انتشار مُقلق للمخدرات بين طلاب المدارس
يشهد العالم العربي، ومصر بشكل خاص، تصاعدًا مُقلقًا في معدلات تعاطي المخدرات بين الأطفال والشباب. ويُرجع الخبراء الطبيون هذا التوجه الخطير إلى عوامل عدة، أبرزها الميل الطبيعي لدى هذه الفئة العمرية نحو السلوكيات المحفوفة بالمخاطر، بالإضافة إلى سهولة الحصول على بعض أنواع المخدرات، خاصة الاصطناعية منها، وانخفاض أسعارها.
المخدرات الاصطناعية: خطر داهم يهدد الأجيال الصاعدة
تُشكّل المخدرات الاصطناعية، مثل الفودو والأستروكس والترامادول، خطرًا داهمًا على صحة وسلامة الأجيال الصاعدة. وتتميز هذه العقاقير بقدرتها على إحداث شعور زائف بالسعادة والنشوة، بالإضافة إلى صعوبة اكتشافها في اختبارات الكشف عن المخدرات التقليدية، مما يزيد من انتشارها بين طلاب المدارس.
ويُحذر الأطباء من العواقب الوخيمة لتعاطي هذه المواد على المدى الطويل، والتي تشمل:
تدهور الأداء الأكاديمي: يُؤثر تعاطي المخدرات سلبًا على تركيز الطلاب وقدرتهم على التحصيل الدراسي، مما يؤدي إلى تراجع ملحوظ في نتائجهم الدراسية.
السلوكيات الخطرة: يُصبح الشباب المُدمن أكثر عرضة للانخراط في سلوكيات محفوفة بالمخاطر، مثل القيادة المتهورة، والعلاقات الجنسية غير الآمنة، والعنف.
الأمراض النفسية: يرتبط تعاطي المخدرات بزيادة خطر الإصابة بالاكتئاب، والقلق، واضطرابات الشخصية.
جهود حكومية وتطوعية للتصدي لخطر الإدمان
تُدرك الحكومة المصرية خطورة ظاهرة الإدمان على مستقبل الشباب، وتُطلق حملات توعوية مكثفة بالتعاون مع منظمات المجتمع المدني، مثل صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي (FCTAA)، بهدف:
زيادة الوعي بمخاطر الإدمان: من خلال تنظيم ندوات توعوية في المدارس والجامعات، ونشر المعلومات عبر وسائل الإعلام المختلفة.
تدريب الكوادر التعليمية: لتتمكن من اكتشاف حالات الإدمان مبكرًا، وتوجيه الطلاب إلى جهات الدعم النفسي والعلاجية.
توفير العلاج والدعم النفسي: من خلال الخطوط الساخنة، ومراكز العلاج المتخصصة، وبرامج إعادة التأهيل.
مكافحة تهريب المخدرات: جهود إقليمية ودولية
تُؤكد تقارير الأمم المتحدة على الدور المحوري الذي تلعبه مصر في مكافحة تهريب المخدرات، حيث تمكنت السلطات المصرية خلال العام الماضي من ضبط كميات كبيرة من الهيروين والترامادول. وتتعاون مصر مع العديد من الدول الأفريقية للتصدي لهذه الظاهرة الخطيرة، والتي تُهدد مستقبل شباب القارة.
المسؤولية مُشتركة
تُعد مكافحة الإدمان مسؤولية مُشتركة بين جميع أفراد المجتمع، بدءًا من الأسرة التي يقع على عاتقها دور أساسي في حماية أبنائها من مخاطر المخدرات، ووصولًا إلى المؤسسات التعليمية والإعلامية التي يُمكنها أن تلعب دورًا مُهمًا في التوعية بمخاطر الإدمان وطرق الوقاية منه.
