مصر وتركيا تبحثان التعاون بأفريقيا وليبيا
جدول المحتوى
تقارب مصري تركي وسط توترات إقليمية: حوار حول أفريقيا وليبيا والصومال
في ظل تصاعد التوترات بين إثيوبيا والصومال، عُقدت جولتان من المحادثات بين مسؤولين أتراك ومصريين يوم الاثنين، مُركزةً على القضايا الأفريقية، وعلى رأسها ملف ليبيا، في إشارة جديدة إلى تعزيز التقارب بين البلدين بعد سنوات من التوتر. جاء هذا اللقاء في أعقاب زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لتركيا في سبتمبر الماضي ولقائه بنظيره رجب طيب أردوغان، ما يُعتبر خطوة بارزة في مسار تحسين العلاقات الثنائية.
تركيز على القرن الأفريقي والبحر الأحمر
أكدت وزارة الخارجية المصرية عبر صفحتها الرسمية على فيسبوك أن المحادثات ركزت بشكل أساسي على منطقة القرن الأفريقي والبحر الأحمر. ترأس الوفد المصري مساعد وزير الخارجية للشؤون الأفريقية، السفير إيهاب عوض، بينما ترأس الوفد التركي إليف أولجن، المدير العام لإدارة شرق وجنوب أفريقيا بوزارة الخارجية التركية.
توافق حول الأمن والاستقرار
أشارت وزارة الخارجية المصرية إلى توصل الجانبين إلى أرضية مشتركة وتفاهمات بشأن سبل ضمان الأمن والاستقرار في منطقة القرن الأفريقي، بما في ذلك عودة حركة الملاحة في البحر الأحمر إلى طبيعتها. كما أكدت الوزارة سعي البلدين لتعزيز التعاون على مختلف الأصعدة لتحقيق أهدافهما المشتركة في القرن الأفريقي والبحر الأحمر، مع التركيز على دعم الصومال في جهوده لمكافحة الإرهاب وبناء جيشه الوطني.
ليبيا: استمرار التشاور
وفيما يخص الملف الليبي، اتفق البلدان على مواصلة المشاورات وتبادل وجهات النظر بما يحقق مصالح الشعب الليبي. يُذكر أن مصر وتركيا كانتا قد دعمتا أطرافًا متنازعة في الصراع الليبي، حيث دعمت القاهرة قوات المشير خليفة حفتر، بينما قدمت أنقرة دعمًا قويًا لحكومة الوفاق الوطني السابقة في طرابلس.
الدعم المشترك للصومال
على صعيد آخر، اتحدت تركيا ومصر في دعمهما للصومال. فقد وقعت أنقرة اتفاقية دفاعية مع الحكومة الصومالية في فبراير الماضي، تُمكّن تركيا من حماية المياه الإقليمية الصومالية. كما وقعت مصر بروتوكول تعاون عسكري مع الصومال يتضمن نشر قوات مصرية ضمن بعثة حفظ السلام الأفريقية. يُعتقد أن الخطوة المصرية تُمثل ردًا على إثيوبيا التي اتهمت الصومال بالتدخل في شؤونها الداخلية بعد اتفاق بحري بين أديس أبابا وأرض الصومال.
خلفية من التوتر والتقارب
يأتي هذا التقارب المصري التركي بعد فترة طويلة من التوتر شهدت إدانة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لانقلاب عام 2013 في مصر وما تلاه من قمع لجماعة الإخوان المسلمين. كما يُذكر وجود خلافات تاريخية بين مصر وإثيوبيا حول سد النهضة، وهو ما أثار تكهنات حول إمكانية توسط تركيا في هذا النزاع. يبقى مسار العلاقات المصرية التركية محط أنظار المراقبين في ظل التطورات الإقليمية المتسارعة.