مظاهرات حاشدة ضد ترامب: الفلسطينيون والعمال يتصدرون المشهد
احتجاجات عارمة تجتاح الولايات المتحدة مع عودة ترامب للسلطة
اجتاحت موجة من الاحتجاجات مدنًا متعددة في الولايات المتحدة الأمريكية بالتزامن مع عودة دونالد ترامب إلى سدة الرئاسة، معربين عن رفضهم لسياساته المثيرة للجدل. وتصدر المشهدَ ناشطون فلسطينيون ونقابيون ومنظمات حقوقية، مدافعين عن حقوق المهاجرين والمسلمين والفلسطينيين والنساء ومجتمع الميم.
في سان فرانسيسكو، وتحديدًا يوم الأحد تزامنًا مع بدء سريان وقف إطلاق النار في غزة، احتشد الآلاف قرب مبنى البلدية رافعين الأعلام الفلسطينية والكوفية، إلى جانب الأعلام المكسيكية ولافتات باللغة الإسبانية. وتناوب قادة المجتمع على إلقاء كلمات تطرقت إلى ترابط القضايا المختلفة، قبل أن يقودوا مسيرة في قلب المدينة.
يأتي هذا التحرك الشعبي ردًا على تصريحات ترامب التي توعد فيها بترحيل المهاجرين غير الشرعيين وإعادة فرض حظر السفر على المسلمين. ورغم ضخامة المشاركة التي قدرت بالآلاف، إلا أنها لم ترقَ إلى مستوى الاحتجاجات التي شهدتها البلاد قبل ثماني سنوات، والتي شهدت مشاركة واسعة من مختلف أطياف المعارضة، وليس فقط من الناشطين اليساريين.
هل ضعف زخم المعارضة؟
يثير ضعف زخم الاحتجاجات هذه المرة مقارنةً بالاحتجاجات السابقة تساؤلات عدة. فهل يعود ذلك إلى حالة الإرهاق والصدمة التي أصابت العديد من الديمقراطيين خلال فترة رئاسة ترامب السابقة؟ أم أن الانقسامات داخل الحزب الديمقراطي بعد ولاية جو بايدن غير الشعبية ساهمت في تراجع الحماس؟
يرى والتر سمولاريك، المنسق الإعلامي لتحالف “ANSWER” (تحرك الآن لوقف الحرب وإنهاء العنصرية)، أن السبب الرئيسي يكمن في “الفشل الذريع للحزب الديمقراطي”، مضيفًا أن “انهيار الحزب أدى إلى تقلص عدد الذين يرون فيه قيادةً لهم”. وأكد سمولاريك في تصريح لـ”العربي الجديد” أن “ما نراه اليوم هو نتاج هذا الفشل”.
ولوحظ أن العديد من اللافتات والشعارات لم تستهدف ترامب وحده، بل وجهت انتقادات لاذعة للنخبة السياسية، مما يعكس تركيز المحتجين على تعدد القضايا التي يواجهونها. فعلى سبيل المثال، أعرب مايكل كير، العضو في منظمة “قدامى المحاربين من أجل السلام”، عن قلقه إزاء تغير المناخ، قائلًا: “نحن غارقون في المشاكل، ولكن إذا لم نُعالج تغير المناخ، فلن تبقى أي قضايا أخرى لنناضل من أجلها”.
“لن نستسلم”
أما سنيها لوهاني، العضوة في حزب الاشتراكية والتحرير، فأكدت مشاركتها في الاحتجاجات رغم ما وصفته بـ”مقاومة ترامب المنهكة”، قائلةً: “نريد أن نُظهر أننا سنقاوم ولن نستسلم لهذا الانتهاك لحقوقنا”. وأضافت أن “انتخاب ترامب ليس سوى مظهر آخر لأجندة طبقة المليارديرات الساعية إلى تحقيق المزيد من الأرباح على حساب المهاجرين والطبقة العاملة والنساء”.
جابت المظاهرات شوارع المدينة رافعة لافتة ضخمة كُتب عليها “اتحدوا وحاربوا أجندة ترامب المليارديرية”، بينما ترددت هتافات داعمة للفلسطينيين والعمال وأمريكا اللاتينية والنساء ومجتمع الميم والبيئة.
ويبقى التحدي الأكبر أمام هذه المعارضة المنقسمة والمحبطة هو صمودها خلال السنوات الأربع القادمة. ويأمل سمولاريك أن تكون هذه الاحتجاجات مجرد بداية لمقاومة شعبية واسعة ضد سياسات ترامب، مؤكدًا على ضرورة توحيد النضالات لمواجهة أجندته.
(Keywords: ترامب، احتجاجات، مهاجرين، مسلمون، فلسطين، نساء، مجتمع الميم، بيئة، ديمقراطيون، سان فرانسيسكو)