غزةمعبر رفحمنوعات

معاناة غزة: آلاف المرضى ينتظرون الموت على حدود رفح

معاناة المرضى في غزة:‍ رحلة البحث عن​ العلاج بين البيروقراطية والحصار

(صورة من​ جيتي إيماجز لأكثر من 2.3 ⁤مليون فلسطيني محاصرين​ في قطاع غزة)

يُعاني قطاع⁤ غزة من كابوس لا ينتهي، حيث يعيش أكثر من 2.3 مليون فلسطيني تحت وطأة⁣ الحصار في جيب ساحلي ⁢مُمزق بالحرب. ​ ومنذ يوم السبت، تمكن 123 مريضًا ومدنيًا فلسطينيًا من عبور معبر ‍رفح، مُتشبثين بأمل ضئيل في النجاة. لكن هذا العدد لا يُمثل سوى نقطة في بحر المعاناة،⁤ فما‌ زال الآلاف ينتظرون دورهم، بينما تتفاقم أزمتهم الصحية يوماً بعد​ يوم.

يعيش المرضى والجرحى في غزة واقعاً مُرعباً، حيث تُعاني المستشفيات من نقص حاد في الكوادر الطبية والأدوية والمعدات. ينتظر الكثيرون لأسابيع، بل وشهور، في مستشفيات مكتظة، محرومين من الرعاية‌ الصحية الأساسية. أصبحت الضمادات تُعاد استخدامها، ​ومسكنات الألم نادرة، والعمليات ⁢الجراحية المنقذة للحياة تُؤجل حتى فوات ‍الأوان.

يصف أحمد زاكوت، مدير وزارة الصحة في خان يونس جنوب غزة، الوضع بأنه كارثي. ‌ ويُشير إلى أن عدد الذين غادروا غزة للعلاج خلال الأيام الثلاثة الماضية لا يُذكر ‌مُقارنة بحوالي 12,000 مريض‍ وجريح بحاجة ماسة لمغادرة القطاع لتلقي العلاج. ‍‍ وبحسب​ آخر الإحصائيات، فإن أكثر من ‌3000‍ مريض في غزة بحاجة ماسة للإخلاء الطبي.

وعلى الرغم‌ من اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس ‍وإسرائيل، والذي ينص على السماح بنقل حوالي 200 مريض ‍وجريح من غزة ⁣عبر⁤ معبر رفح، إلا ‍أن الإجراءات البيروقراطية⁣ المُعقدة تُعيق ‌هذه العملية. يتطلب الأمر موافقة السلطات الإسرائيلية والمصرية على⁢ كل ⁣اسم، مما يُؤدي​ إلى تأخير سفر المرضى، وحرمانهم من⁣ فرصة الحصول على العلاج.

يُضيف⁢ زاكوت:‌ “نشهد يوميًا معاناة ‌الناس ‌من آلام لا تُحتمل.⁢ نريد مساعدتهم، لكن ‌مستشفياتنا على وشك الانهيار.⁣ أطبائنا يبذلون⁤ جهودًا بطولية، لكن عددهم قليل جدًا مُقارنة بالعدد الهائل​ من المرضى.⁢ الأدوية والمعدات الطبية شبه منعدمة.”

لا تُمثل ‍التأخيرات على معبر رفح مجرد ⁤إزعاج، بل حُكمًا بالإعدام للكثيرين. فالجروح تتفاقم، والالتهابات تنتشر، والإصابات البسيطة تتحول إلى إعاقات دائمة. وحتى أولئك​ الذين⁣ يحصلون على تصريح للمغادرة، يواجهون رحلة ⁢شاقة⁤ عبر ‌معبر رفح المُراقب بشدة.

يروي عمر، وهو مريض فلسطيني فضل عدم ​ذكر اسمه الكامل، معاناته قائلاً: “ما زلت ‍لا أصدق أنني نجوت.” عانى عمر لمدة عشرة أشهر من إصابة⁣ بالغة ⁢في ساقه جراء غارة جوية إسرائيلية.⁢ ويُضيف: “قضيت شهورًا من الألم، أتساءل إن كنت سأتلقى‌ العلاج يومًا ما. بذل الأطباء⁣ قصارى جهدهم، لكن الإمكانيات محدودة.”

ومن بين⁤ آلاف⁢ الغزيين‌ الذين ينتظرون مصيرًا مجهولاً، فريد الماسري، ‍أب لثلاثة أطفال يُعاني من الفشل الكلوي. ⁤يقول بصوت مُتعب: “أشعر أنني أحسب⁣ أيامي الأخيرة. أحتاج إلى غسيل⁢ الكلى، لكن الأجهزة بالكاد تعمل. ⁤ ‍أخشى أن يكون الوقت قد فات.”

يجب على العالم ألا يُغض الطرف عن هذه المأساة الإنسانية. فكل يوم تأخير⁢ يعني‍ حياة أخرى تُفقد بسبب معاناة كان من الممكن ⁣تجنبها.

الكلمات المفتاحية: غزة، معبر رفح، حصار، مرضى، جرحى، علاج، مستشفيات،⁣ أزمة⁢ صحية، إخلاء طبي، فلسطين، إسرائيل، مصر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى