من هو محمد البشير رئيس الحكومة الانتقالية في سوريا؟

احصل على محتوى حصري مع قناة جلف نيوز واتساب

وجاء في بيان منسوب إلى البشير على حساب التلفزيون الرسمي على تطبيق “تلغرام”، أن “القيادة العامة كلفتنا بإدارة الحكومة الانتقالية حتى الأول من مارس/آذار”، في إشارة إليه باعتباره “رئيس الوزراء السوري الجديد”.

وقبل تعيينه لهذا المنصب، كان رئيسًا لما يسمى بحكومة الإنقاذ السورية التابعة للمتمردين في شمال غرب سوريا، وكان يشغل سابقًا منصب وزير التنمية.

وقال مصدر في إدارة الشؤون السياسية بحكومة الإنقاذ، الثلاثاء، لوكالة فرانس برس إن البشير سيرأس الحكومة الانتقالية.

تم إنشاء حكومة الإنقاذ السورية، مع وزاراتها وإداراتها وسلطاتها القضائية والأمنية، في معقل إدلب في عام 2017 لمساعدة الناس في المنطقة التي يسيطر عليها المتمردون والمنقطعة عن الخدمات الحكومية.

وبدأت منذ ذلك الحين بتقديم المساعدة إلى حلب، وهي أول مدينة كبرى تسقط من أيدي الحكومة بعد أن بدأ المتمردون هجومهم.

يعكس صعود محمد البشير السياسي مزيجًا من الخبرة الفنية والإنجازات الأكاديمية والنشاط الثوري.

ولد البشير في منطقة جبل الزاوية بإدلب عام 1983، وتعرض رحلة البشير من مهندس إلى زعيم حكومة متنازع عليها الديناميكيات المعقدة للصراع المستمر في سوريا.

إن الأساس الأكاديمي للبشير متجذر بعمق في تعليمه التقني والقانوني.

تخرج من جامعة حلب عام 2007 بدرجة البكالوريوس في الهندسة الكهربائية والإلكترونية، تخصص اتصالات.

استمر سعيه للمعرفة إلى ما هو أبعد من خلفيته الهندسية. وفي عام 2010، أكمل دورة اللغة الإنجليزية المتقدمة التي تقدمها وزارة التربية والتعليم السورية.

وبعد سنوات، في عام 2021، قام بتنويع خبراته بشكل أكبر من خلال حصوله على شهادة في الشريعة والقانون مع مرتبة الشرف من جامعة إدلب.

كما أنه حاصل على شهادات في التخطيط الإداري وإدارة المشاريع من الأكاديمية السورية الدولية للتدريب واللغات والاستشارات.

وقد ساهمت هذه الخلفية التعليمية المتنوعة في إثراء نهجه العملي في الحكم.

الحياة المهنية قبل السياسة قبل حياته السياسية، عمل البشير مهندسا في شركة الغاز السورية، حيث أشرف على بناء معمل للغاز.

ومع ذلك، كان اندلاع الانتفاضة السورية في عام 2011 بمثابة نقطة تحول. وترك البشير منصبه الحكومي لينضم إلى صفوف المعارضة، ويشارك بنشاط في الحركة الثورية.

وقد جعله هذا القرار جزءًا من جهود المتمردين الأوسع ضد نظام الأسد وعزز مكانته كشخصية رئيسية في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة.

بدأ البشير مسيرته السياسية كوزير للتنمية والشؤون الإنسانية في حكومة الإنقاذ من 2022 إلى 2023.

خلال هذه الفترة، كان له دور فعال في تلبية الاحتياجات الإنسانية وتنسيق مشاريع التنمية في شمال غرب سوريا الذي مزقته الحرب.

وقد أكسبه أدائه سمعةً من حيث الكفاءة، مما أدى في النهاية إلى انتخابه رئيسًا للوزراء في يناير/كانون الثاني 2024 من قبل مجلس الشورى، الهيئة التشريعية لحكومة الإنقاذ. تضمنت عملية الانتخابات، كما فصّلها أعضاء مجلس الشورى، فحصًا صارمًا للمرشحين.

لعبت مؤهلات البشير وتاريخه الثوري والتزامه بالتحديث دوراً حاسماً في اختياره. وشددت حملته على تطبيق أنظمة الحكومة الإلكترونية وأتمتة الخدمات الإدارية، ووعدت بنموذج حكم أكثر كفاءة في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة.

منذ توليه منصبه، ركز البشير على الحكم العملي وتطوير البنية التحتية. وخفضت إدارته رسوم العقارات، وخففت لوائح التخطيط، وبدأت مشاورات لتوسيع خطة تقسيم مدينة إدلب.

وتهدف هذه الإجراءات إلى تحفيز النشاط الاقتصادي وتحسين الظروف المعيشية في المناطق الخاضعة لسيطرة حكومة الإنقاذ. كما تم اختبار قيادة البشير خلال هجوم شمال غرب سوريا في أواخر عام 2024، والذي استولت خلاله هيئة تحرير الشام وجماعات متمردة أخرى على حلب.

وفي مؤتمر صحفي، وصف الهجوم بأنه رد ضروري على هجمات النظام السوري على المدنيين، والتي أدت إلى نزوح عشرات الآلاف من الأشخاص. وبعد سقوط نظام الأسد في ديسمبر 2024، سافر البشير إلى حلب للإشراف على إعادة فتح المكاتب الحكومية، مما يشير إلى التزامه بالاستقرار والاستمرارية.

وتشمل رؤيته للمستقبل إعادة بناء المؤسسات، وتعزيز الانتعاش الاقتصادي، وضمان التمثيل لجميع شرائح المجتمع السوري. ويعكس تركيزه على الحكومة الإلكترونية والتخطيط المنهجي نهجاً متقدماً في التعامل مع الحكم في منطقة ابتليت منذ فترة طويلة بعدم الاستقرار.