انحياز ميتارقابةمحتوى فلسطينيمنوعات

رئيس سياسة ميتا في إسرائيل “يفرض رقابة” على المحتوى الفلسطيني

ميتا في عين العاصفة: جدل الرقابة‌ على ‌المحتوى الفلسطيني‍ يتصاعد

ضغوط ⁣إسرائيلية واتهامات بالانحياز تُلقي بظلالها على سياسات ميتا

تجد شركة ميتا، المالكة لمنصتي التواصل الاجتماعي فيسبوك وإنستغرام، نفسها في مواجهة عاصفة من الانتقادات بسبب ⁤سياساتها المتعلقة باعتدال⁤ المحتوى، خاصة في ⁤ظل الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة. وتتركز الاتهامات حول انحياز الشركة ​لصالح الرواية⁣ الإسرائيلية وقمع الأصوات المؤيدة للفلسطينيين.

فمنذ بداية ⁢الحرب،⁤ ضغطت جهات إسرائيلية، بما في ذلك جوردانا كاتلر، المسؤولة السابقة في الحكومة الإسرائيلية ومستشارة رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو، على ميتا لحظر و إزالة المحتوى المؤيد ​للفلسطينيين. وكشفت تقارير إعلامية عن قيام كاتلر ​بالإبلاغ عن ​منشورات⁣ عديدة على إنستغرام، بما في ذلك منشورات لمنظمة “طلاب من أجل العدالة في⁣ فلسطين” في⁣ جامعات كولومبيا وكاليفورنيا.

ولم تقتصر الضغوط على إزالة منشورات ​الطلاب، بل طالت أيضاً‌ قنوات إعلامية⁤ مثل قناة “الميادين” اللبنانية، ⁣التي‌ وصفتها التقارير ⁢بـ​ “الموالية لإيران”. فقد ⁣طالبت‌ جهات‌ إسرائيلية بحظر القناة على خلفية نشرها⁣ محتوى متعاطف ⁤مع الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله. يُذكر أن قناة الميادين محظورة بالفعل في إسرائيل، كما أغلقت السلطات⁤ الإسرائيلية ⁤مكاتبها في الضفة الغربية المحتلة.

من جانبها، تدافع ميتا عن نفسها بالقول إن قرارات حظر أو ⁢إزالة المحتوى لا تعتمد على هوية المُبلغ، بل على مدى⁢ توافق ‌المحتوى مع سياسات الشركة. ‍وأكدت الشركة أن لديها فرق ‍متخصصة‌ بمراجعة المحتوى المُبلغ عنه واتخاذ القرارات المناسبة.

مخاوف من ازدواجية​ المعايير

على الرغم ‍من تأكيدات ميتا، إلا أن العديد من ‍الأصوات تُشكك في حيادية الشركة، مشيرة إلى ازدواجية ​المعايير في تطبيق سياسات المحتوى. فقد أشارت ⁢تقارير إلى قيام مشرفي ميتا بإزالة كلمات وعبارات بعينها تتعلق ‍بالقضية الفلسطينية، في حين يتم⁢ غض الطرف عن محتوى ⁣مشابه يدعم الرواية الإسرائيلية.

وتُعد سياسة ميتا المتعلقة بـ “المنظمات والأفراد الخطرين” مثالاً على ‌ذلك، حيث تُدرج العديد من الفصائل الفلسطينية، مثل حماس والجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، على قائمة⁤ المنظمات المحظورة، بينما تغيب أسماء مماثلة من الجانب الإسرائيلي.

وفي خطوة لاقت ‍انتقادات ⁤واسعة، أعلنت ⁤ميتا في يوليو‍ الماضي عن⁤ حظر استخدام كلمة​ “صهيوني” على منصاتها، بحجة أنها​ تُستخدم للتحريض‌ على الكراهية. في المقابل، ‍ سمح⁤ مجلس الرقابة التابع للشركة باستخدام ​عبارة “من النهر إلى البحر” ⁢ على منصاتها، وهي عبارة يثير استخدامها⁤ جدلاً واسعاً وتُفسر⁢ على أنها دعوة لمحو إسرائيل.

ميتا في مرمى الانتقادات: هل‌ تُفلح في استعادة ‍ثقة‌ المستخدمين؟

تُسلط هذه الأحداث الضوء على التحديات الكبيرة التي تواجهها شركات التواصل الاجتماعي في التعامل مع القضايا السياسية الحساسة. ‌فبينما ⁢تُشدد هذه الشركات على حياديتها والتزامها بحرية التعبير، ‍ تجد نفسها تحت ضغط هائل من حكومات وجهات مختلفة ⁢لتوجيه سياساتها بما يخدم مصالحها.

وتبقى تساؤلات ⁤كبيرة حول قدرة ‌ميتا على استعادة ثقة المستخدمين، خاصة في‌ ظل⁢ ‍ الاتهامات المتكررة بازدواجية المعايير وغياب الشفافية في إدارة ⁢ سياسات ⁤المحتوى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى