جدول المحتوى
إسرائيل وتهديداتها بحماية الدروز في جَرَمانا: حقيقة أم ذريعة للتدخل؟
في أعقاب تقارير عن اضطرابات أمنية في ضاحية جَرَمانا بدمشق، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو استعداد جيشه “للدفاع” عن سكانها الدروز. وجاء هذا التصريح مصحوبًا بتحذيرات من توجيه ضربات مباشرة ضد القوات الحكومية السورية، بزعم حماية الدروز من “النظام الإسلامي المتطرف” في سوريا، وفقًا للكنيست.
لكن هذا التصريح أثار جدلاً واسعًا، خاصةً مع وصف جَرَمانا، التي تبعد حوالي 60 كيلومترًا عن الحدود الإسرائيلية، بأنها ”قرية دروز” في الخطاب الإسرائيلي. في الواقع، جَرَمانا ضاحية دمشقية مكتظة بالسكان، تضمّ مجموعة متنوعة من السكان، بما في ذلك أعداد كبيرة من المسيحيين العراقيين واللاجئين الفلسطينيين الذين نزحوا قسرًا بسبب العنف الإسرائيلي في غزة والضفة الغربية. وهذا ما يثير التساؤلات حول دوافع إسرائيل الحقيقية وراء هذا التصريح.
استغلال الدروز كذريعة للتدخل؟
انتقد العديد من السوريين تصريحات نتنياهو، متهمين إسرائيل باستخدام الدروز “كبيادق” لتعزيز وجودها العسكري في المنطقة. فعلى سبيل المثال، أكد الناشط رابح مُنذر من اللجنة المدنية في جَرَمانا لـ”الجزيرة” أنهم سوريون متجذرون في أرضهم، ولم يطلبوا الحماية من أحد، رافضًا استخدامهم كذريعة للتدخل. وأكد أن الإدارة السورية سترد على تصريحات نتنياهو.
كما أدان آخرون وصف جَرَمانا بأنها قرية دروز حصريًا، حيث وصف الطبيب والناشط السوري كريم اليجيان هذا الادعاء بأنه “سخيف”، مؤكدًا أن جَرَمانا ضاحية وليست قرية، وأن غالبية سكانها من المسيحيين العراقيين والفلسطينيين الذين هربوا من عنف إسرائيل. تجدر الإشارة إلى أن الدروز يشكلون حوالي 3% من سكان سوريا، ويتواجدون أيضًا في لبنان وإسرائيل ومرتفعات الجولان المحتلة.
تصعيد إسرائيلي متزامن
يتزامن تهديد نتنياهو مع تصعيد إسرائيلي في المنطقة، حيث أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن إسرائيل شنت ما لا يقل عن 16 هجومًا على الأراضي السورية منذ بداية العام الحالي، 14 منها كانت غارات جوية. ويشير هذا إلى سعي إسرائيل لتوسيع نفوذها واستغلال الوضع الراهن في سوريا.
الوضع الأمني في جَرَمانا
في يوم السبت، أفادت مصادر أمنية سورية بتعزيز الانتشار العسكري ونقاط التفتيش في جَرَمانا، بعد مقتل اثنين من ضباط الأمن الداخلي على يد مسلحين مجهولين. وشوهدت مجموعات مسلحة تجوب الشوارع وتتمركز على أسطح المنازل، مما دفع السلطات السورية إلى إصدار إنذار للمسلحين لتسليم أسلحتهم خلال خمسة أيام. وتجري مفاوضات بين قادة المجتمع ومسؤولي الاستخبارات السورية لاستعادة الهدوء دون تصعيد.
توسع الاحتلال الإسرائيلي في الجولان
في سياق متصل، واصلت إسرائيل توسيع احتلالها في مرتفعات الجولان السورية، مستولية على أجزاء من المنطقة العازلة، في انتهاك واضح لاتفاقية فك الاشتباك لعام 1974، وهو ما أدانته الأمم المتحدة والعديد من الدول العربية. كما كثفت إسرائيل غاراتها الجوية على الأراضي السورية، مستهدفةً البنية التحتية العسكرية في إطار مواجهتها للنفوذ الإيراني.
الكلمات المفتاحية: إسرائيل، سوريا، دروز، جَرَمانا، نتنياهو، الجولان، تدخل عسكري، غارات جوية، فلسطينيون، عراقيون، أمن.