أخبار عالميةالبرنامج النووي الإيرانيالتدخل الأمريكيالصراع الإسرائيلي الإيرانيسياسة نتنياهو

لغز صمت نتنياهو: هل يتحين الفرصة أم يخشى المواجهة؟

هل‍ تقود‍ حسابات ⁢نتنياهو الشخصية إسرائيل نحو حرب مع إيران؟

في قاعدة حتسيريم الجوية، وفي تصريحٍ بدا أشبه باعترافٍ ⁢ضمنيّ ⁣بتأخر‍ الردّ الإسرائيلي، خاطب وزير ‌الخارجية الإسرائيلي، ​يوآف غالانت،‍ الطيارين⁢ الإسرائيليين في 23 أكتوبر/تشرين الأول قائلاً: “بعد​ أن نضرب إيران، سيفهم الجميع ‌ما فعلتموه في ⁣عملية ⁣الإعداد والتدريب”. وجاء ​هذا التصريح بعد مرور ⁢أسابيع على إطلاق ⁢إيران موجة من الصواريخ الباليستية ⁢على إسرائيل في ⁢الأول ⁢من ⁣أكتوبر، رداً على اغتيال كل من زعيم حزب⁢ الله، حسن نصر الله، في⁤ بيروت، وزعيم حماس، ​إسماعيل هنية، في‌ طهران، في عمليةٍ نفذتها إسرائيل،​ شكلت انتهاكاً صارخاً للسيادة⁤ الإيرانية، لا سيما وأنّ هنية كان قد التقى بالمرشد الأعلى الإيراني ورئيس الجمهورية قبل ساعاتٍ من استهدافه.

وكانت التوقعات ​تشير إلى ⁣ردٍّ إسرائيليّ سريع يستهدف المنشآت النووية والنفطية الإيرانية. لكنّ‍ ذلك لم يحدث. ⁢فهل ‌رضخت إسرائيل لنصيحة ⁢واشنطن بالحدّ من أيّ عمل عسكريّ لتجنب المزيد ‍من ⁤التصعيد؟

إشارات أمريكية متضاربة

في حين⁢ يبدو تجنب التصعيد‍ الإقليمي‌ هدفاً أساسياً للرئيس الأمريكي، جو بايدن، إلا أن واشنطن لا تزال ترسل إشارات ​متضاربة. فبينما تحثّ على الحذر،⁣ تبدو مستعدةً لدعم إسرائيل في حال هاجمت إيران.

وقبل أيامٍ قليلة من توجه الأمريكيين إلى⁣ صناديق ‌الاقتراع، بدا واضحاً أنّ بايدن يسعى‍ لتجنب ‌أيّ تصعيد إقليميّ قد يؤثر سلباً ⁣على فرص الديمقراطيين، ونائبة الرئيس، ⁢كامالا هاريس، في الانتخابات، خاصةً‌ مع تبعات ​ذلك على أسعار النفط، وما قد يثيره‌ من قلقٍ بين الأمريكيين بشأن الاقتصاد.

نائبة الرئيس كامالا هاريس تلتقي برئيس الوزراء ⁢الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ⁤في البيت ⁣الأبيض ​في 25 ⁣يوليو ⁣2024.

وعلى الرغم من استماع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ‍إلى نصائح البيت الأبيض بين الحين والآخر، ⁢إلا أنّه يضع في نهاية المطاف ما يعتقد أنه ‌يخدم ‌مصلحته الشخصية، وهو ما قد لا يتوافق ‍بالضرورة مع مصالح إسرائيل.

دوافع شخصية أم استراتيجية؟

تعدّدت التفسيرات لتأخر‌ الردّ الإسرائيلي على ⁣الهجوم الإيراني. فمنها ما يشير إلى أنّ نتنياهو ‍يميل إلى تأجيل أو تجنب القرارات الكبيرة، مفضلاً المناورة لتحقيق مكاسب شخصية. لكنّ هذا التفسير لا يبدو ⁢كافياً لفهم دوافع نتنياهو الحقيقية، والتي ‍قد تكشف عنها أهدافه من‍ شنّ هجومٍ ⁣على إيران.

هدفان​ رئيسيان:

إنقاذ نفسه: يرى ⁣البعض أنّ الهدف الأول لنتنياهو⁣ من وراء مهاجمة إيران هو إنقاذ نفسه.⁣ فخسارته للسلطة ‌السياسية ​تعني‍ نهايةً مخزيةً لمسيرته، وعودةً لمواجهة تُهم الفساد الموجهة ضده.
جرّ الولايات المتحدة إلى حربٍ مع إيران: تدرك إسرائيل⁣ أنّها لن ‍تتمكن بمفردها من تدمير البرنامج النووي الإيراني أو تغيير النظام، وهو هدفٌ يسعى نتنياهو لتحقيقه منذ عقدين. ومنذ عام 2003، ⁣جرّب نتنياهو ⁤كلّ الوسائل لدفع الولايات المتحدة لمهاجمة‍ إيران، ويبدو أنّه لم يفقد الأمل بعد.

وتبدو رغبة نتنياهو⁣ في تغيير النظام الإيراني واضحةً من خلال‌ رسائله الأخيرة للشعب الإيراني، والتي تُظهر بوضوحٍ أنّ هذا الهدف جزءٌ من ⁢خطةٍ أكبر لإعادة​ تشكيل الشرق الأوسط.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى