مجموعة البريكس ومستقبل الجنوب العالمي: هل G20 الحل؟
هل تُمثل مجموعة البريكس مستقبل النظام العالمي؟ إعادة تقييم لدورها وأهميتها
شهدت قمة البريكس الأخيرة التي استضافها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في كازان، روسيا، زخمًا إعلاميًا كبيرًا وتطلعات واسعة. ولكن، بعيدًا عن الضجة الإعلامية، هل تُشكل مجموعة البريكس بالفعل مستقبل النظام العالمي؟
يبدو أن جيم أونيل، المحلل السابق في بنك جولدمان ساكس والذي صاغ مصطلح “بريك” قبل 23 عامًا للدلالة على الأسواق الناشئة آنذاك (البرازيل وروسيا والهند والصين)، ثم أُضيف إليها حرف “S” لتمثيل جنوب أفريقيا عام 2010، لا يعتقد ذلك. ففي مقال له نُشر في “بروجيكت سينديكيت” بعنوان “مجموعة البريكس ما زالت غير مهمة”، أكد أونيل أن المجموعة “لم تُحدث أي تغيير تنظيمي أو هيكلي ذي معنى داخل المؤسسات الدولية، بل على العكس تمامًا”.
وفي ظل المخاوف المتزايدة من فقدان الولايات المتحدة لنفوذها في دول الجنوب العالمي، يُشير أونيل إلى أن “التحديات العالمية الحقيقية لا يمكن معالجتها من خلال مجموعات ضيقة مثل البريكس (أو مجموعة السبع)”. فإذا لم تكن هذه المجموعات هي الحل، فما هو الحل إذن؟
أحد الاحتمالات المطروحة هو إعادة هيكلة مجموعة العشرين لتصبح منتدى أكثر فعالية وشمولية للحوكمة الاقتصادية العالمية. لكن هل يُمكن لمثل هذا التغيير أن يُحدث فرقًا حقيقيًا؟ يُجادل البعض بأن مجموعة العشرين، بتركيبتها الحالية، لا تزال تُعاني من قصور في تمثيل مصالح الدول النامية بشكل عادل. كما أن هيمنة الدول الغربية على القرارات الدولية داخل المجموعة تُثير تساؤلات حول مدى فعاليتها في تحقيق التوازن المطلوب.
تُشير بعض الإحصائيات الحديثة (مثلاً، تقرير صندوق النقد الدولي لعام [أدخل السنة]) إلى أن اقتصادات البريكس تُمثل نسبة متزايدة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي. ومع ذلك، فإن هذا النمو الاقتصادي لا يُترجم بالضرورة إلى نفوذ سياسي مُتناسب. فعلى سبيل المثال، لا تزال قدرة البريكس على التأثير في القرارات الدولية المتعلقة بالتجارة العالمية أو تغير المناخ محدودة.
لعل أحد أهم التحديات التي تواجه مجموعة البريكس هو التباين الكبير بين أعضائها. فبينما تُعتبر الصين قوة اقتصادية عظمى، لا تزال دول أخرى مثل جنوب أفريقيا تُعاني من تحديات اقتصادية واجتماعية مُلحة. هذا التباين يُصعّب من مهمة التوصل إلى توافق في الآراء حول القضايا الدولية المُختلفة.
في الختام، بينما تُمثل مجموعة البريكس تكتلًا اقتصاديًا ذا وزن مُتنامي، فإن قدرتها على تشكيل مستقبل النظام العالمي لا تزال محدودة. ويتطلب تعزيز دورها على الساحة الدولية تجاوز التحديات الداخلية والخارجية، وتطوير آليات أكثر فعالية للتعاون والتنسيق بين أعضائها. كما يتطلب الأمر إعادة النظر في هيكلية المؤسسات الدولية القائمة لضمان تمثيل أكثر عدالة لمصالح جميع الدول، سواء كانت نامية أو مُتقدمة.
Keywords: البريكس، مجموعة العشرين، النظام العالمي، اقتصاد، سياسة، جنوب أفريقيا، روسيا، الصين، الهند، برازيل، جيم أونيل، قمة البريكس، فلاديمير بوتين.
(Professional Writing Style)
هل تُمثل مجموعة بريكس+ بديلاً حقيقياً للنظام العالمي الحالي؟
تُحيط قمة بريكس الأخيرة في كازان بروسيا هالة من التوقعات والطموحات، مُثيرةً تساؤلات حول مستقبل هذه المجموعة ودورها في النظام العالمي. فهل تُشكل بريكس+ بديلاً حقيقياً للنظام الحالي الذي تُهيمن عليه الولايات المتحدة ومجموعة السبع؟
جيم أونيل، مُبتكر مُصطلح ”بريك” قبل أكثر من عقدين، يُشكك في فعالية المجموعة، مُشيراً إلى عدم قدرتها على إحداث تغيير هيكلي جوهري في المؤسسات الدولية. ويُؤكد أن التحديات العالمية لا يُمكن مُعالجتها عبر تكتلات ضيقة مثل بريكس أو حتى مجموعة السبع.
إعادة تصور مجموعة العشرين: هل هي الحل؟
يُطرح إعادة تصور مجموعة العشرين كمنصة أكثر شمولية وفعالية للحوكمة الاقتصادية العالمية كأحد الحلول المُحتملة. لكن هل يُمكن تحقيق ذلك في ظل التنافس المُتصاعد بين القوى العظمى؟ أم أن العالم يتجه نحو الانقسام إلى كُتل مُتنافسة على غرار الحرب الباردة؟
يشعر الكثيرون في دول الجنوب العالمي بالاستياء من الولايات المتحدة والقوى الغربية، مُنتقدين ما يرونه نفاقاً غربياً في التعامل مع قضايا عالمية. ومع ذلك، لا يعني هذا بالضرورة رغبة هذه الدول في التخلي عن النظام القائم على القواعد، خاصةً إذا تم تمثيل مصالحها بشكل أفضل.
تمثل مجموعة العشرين، بمُشاركتها التي تُغطي 85% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي وثلثي سكان العالم، الأساس لمنتدى عالمي شامل. إصلاحات هذه المجموعة لضمان مُشاركة أكثر عدلاً وتوزيعاً للسلطة من شأنها أن تُعزز شرعيتها وتُعالج عجز الإدارة في الق