وفاة عامل إغاثة تابع للأمم المتحدة في سجن حوثي بصعدة وتوقف العمليات الإنسانية
أعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة يوم الثلاثاء عن وفاة أحد عُمّاله الإغاثيين في سجن يُسيطر عليه الحوثيون في محافظة صعدة شمال اليمن، بعد ثلاثة أسابيع من احتجازه. يأتي هذا النبأ المُفجع بعد يوم واحد من إعلان البرنامج تعليق عملياته في صعدة بسبب تدهور الوضع الأمني.
وأعربت سيندي ماكين، المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي، عن حزنها وغضبها الشديدين إزاء هذه الخسارة المأساوية، قائلةً إنّ العامل، الذي تُوُفّي تاركاً زوجة وطفلين، “كان له دورٌ بالغ الأهمية في مهمتنا لتقديم المساعدة الغذائية المنقذة للحياة”. كان الفقيد، البالغ من العمر 40 عاماً، قد انضمّ إلى برنامج الأغذية العالمي عام 2017. وتوفي يوم الاثنين في سجن بمحافظة صعدة، ولم تُعرف ظروف وفاته على الفور، وقد طلبت عائلته عدم الكشف عن هويته.
ولم يُصدر الحوثيون أي تعليق فوري على وفاة عامل الإغاثة أو على طلبات برنامج الأغذية العالمي بالإفراج عن موظفيه المحتجزين.
تعليق العمليات الإنسانية في صعدة
وكان برنامج الأغذية العالمي قد أعلن يوم الاثنين تعليق عملياته الإنسانية في محافظة صعدة بعد احتجاز الحوثيين لثمانية موظفين آخرين، ليصل إجمالي المحتجزين إلى سبعة بالإضافة إلى المتوفى. ووصف البرنامج قرار التعليق بأنه ”غير عادي” وأنه جاء نتيجةً لـ “انعدام الظروف الأمنية والضمانات اللازمة” لعمل موظفيه. وطالب البرنامج الحوثيين بالإفراج الفوري عن جميع الموظفين المحتجزين.
ويُذكر أن الحوثيين يحتجزون عشرات الموظفين التابعين للأمم المتحدة، بالإضافة إلى أفراد مرتبطين بمنظمات إغاثة ومنظمات المجتمع المدني، وبعض موظفي السفارة الأمريكية المغلقة في صنعاء.
ويُثير تعليق العمليات الإنسانية في صعدة قلقاً بالغاً، حيث ستتأثر الاستجابة الإنسانية لواحدة من أسوأ الأزمات في العالم. فبحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، تعمل سبع وكالات أممية في صعدة، بما في ذلك برنامج الأغذية العالمي، ومنظمة الصحة العالمية، واليونيسيف، بالإضافة إلى العديد من منظمات الإغاثة الدولية.
اليمن: أزمة إنسانية مُتفاقمة
يُشار إلى أن الحرب في اليمن، التي اندلعت عام 2014 بعد سيطرة الحوثيين على صنعاء وأجزاء واسعة من شمال البلاد، قد أودت بحياة أكثر من 150,000 شخص، بينهم مدنيون ومقاتلون. وتفاقمت الأزمة الإنسانية في البلاد بشكل كبير في السنوات الأخيرة، حيث تُشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن أكثر من 19 مليون يمني سيحتاجون إلى مساعدات إنسانية في عام 2024، بسبب الصدمات المناخية، وسوء التغذية، والكوليرا، والآثار الاقتصادية للحرب.
(المصدر: استناداً إلى تقرير وكالة أسوشيتيد برس)