الإسلاموفوبياتيل ماماجرائم الكراهيةمنوعات

وقف تمويل “أخبر ماما”: خطرٌ على مكافحة الإسلاموفوبيا في بريطانيا

خطر ⁢إغلاق “تيل ماما”: ضربة موجعة​ لمكافحة​ جرائم الكراهية ضد المسلمين في بريطانيا

في ​خطوةٍ‍ مثيرة للقلق، أعلنت ‍حكومة المملكة ‌المتحدة سحب تمويلها لمنظمة “تيل​ ماما” الخيرية المعنية بمكافحة جرائم الكراهية ضد المسلمين، مما يهدد بإغلاقها. يأتي هذا القرار في وقتٍ تشهد فيه بريطانيا⁣ ارتفاعًا ملحوظًا في حوادث الإسلاموفوبيا، كما سجلت “تيل ماما” عددًا قياسيًا من البلاغات في عام 2023 بلغ 10700 بلاغ، تم التحقق ‍من 9600 منها. وهذا يطرح تساؤلاتٍ جادة حول مدى جدية الحكومة في معالجة هذه القضية الخطيرة.

منذ تأسيسها عام 2012، ​لعبت “تيل ماما” دورًا محوريًا في دعم ضحايا جرائم الكراهية، وتقديم خدمات​ الإبلاغ، والتعاون مع الشرطة لتقديم الجناة للعدالة. وقد اعتمدت المنظمة بشكلٍ كامل‌ على تمويل وزارة الإسكان والمجتمعات والحكومة المحلية‍ (MHCLG) لتقديم هذه الخدمات ‍الحيوية. ولم تعلن ​الحكومة عن أي بديل لتمويل “تيل​ ماما”، مما يترك فراغًا‍ كبيرًا في جهود مكافحة جرائم الكراهية ضد المسلمين.

تداعيات خطيرة على المجتمع

أعرب فيجاز موغال، مؤسس “تيل ماما”، عن قلقه البالغ إزاء هذا القرار، محذرًا من تداعياته الخطيرة⁤ على الضحايا، متسائلاً: “سيكون هناك المزيد من الأفراد المستهدفين، ونحن ‍نعلم ذلك في البيئة​ الحالية، فأين سيذهبون؟” وأشار موغال إلى أن اتفاقية مشاركة ​البيانات بين “تيل ‍ماما”‍ والشرطة، الموقعة ⁣عام⁣ 2015، ‍كانت ‍أساسية ⁣في تتبع ‍التوترات المتزايدة ومنع التهديدات المحتملة. كما ⁢وصف مصدرٌ في‍ الشرطة ⁤مساهمات المنظمة بأنها “لا تقدر بثمن”‌ في فهم التوترات​ المجتمعية وإبلاغ مسؤولي الشرطة.

تناقض⁣ حكومي

يأتي⁣ قرار⁢ سحب‍ التمويل في وقتٍ ⁢تشهد فيه بريطانيا ⁤نقاشًا متجددًا حول الإسلاموفوبيا‌ وسبل مكافحة جرائم الكراهية.⁣ ففي الشهر الماضي، أعلنت الحكومة عن تشكيل فريق عمل لتعريف الإسلاموفوبيا ووضع إطارٍ لمواجهتها. ⁣ كما صرحت نائبة​ رئيس الوزراء أنجيلا راينر بأن ‌”الارتفاع في جرائم الكراهية ضد المسلمين⁢ أمرٌ غير مقبول وليس له مكان في مجتمعنا”.⁢ ⁢لكن قرار سحب التمويل من ‌”تيل ماما” يتناقض بشكلٍ صارخ⁤ مع‍ هذه ​التصريحات، ويُظهر فجوةً كبيرة بين الأقوال ‌والأفعال.

اتهامات​ بالتناقض

اتهم موغال الحكومة “بقول​ شيء والقيام بشيء آخر”، مشيرًا إلى أن ‌حزب العمال يتحدث كثيرًا ⁣عن مواجهة الإسلاموفوبيا، لكنه يقطع التمويل عن ‍المشروع الوحيد الذي⁣ يُقدم دعمًا فعليًا على المستوى ⁤الوطني للضحايا،⁣ ويتعاون مع‌ الشرطة لدعم الملاحقات القضائية. ‌وأكد موغال أنه لا يعرف أي⁤ منظمة أخرى قادرة على القيام بهذا العمل، وأن أي بديل سيحتاج​ إلى 10-15 عامًا للوصول إلى⁢ مستوى “تيل‌ ماما”. يُذكر أن​ حزب العمال كان قد رفض اقتراحًا سابقًا لتعريف الإسلاموفوبيا عام 2019،‍ وتم تعيين ⁤دومينيك غريم، النائب المحافظ‌ السابق، لقيادة​ لجنة⁢ من 16 عضوًا لوضع تعريفٍ جديد.

يُثير قرار الحكومة مخاوفَ جدية بشأن مستقبل مكافحة جرائم الكراهية ضد المسلمين في⁤ بريطانيا، ويُلقي بظلالٍ ⁤من الشك ⁣على⁢ التزام الحكومة بمعالجة هذه القضية الخطيرة.

الكلمات المفتاحية: تيل ماما، ​جرائم الكراهية، الإسلاموفوبيا، بريطانيا، تمويل، فيجاز موغال، أنجيلا⁣ راينر، حزب العمال، وزارة الإسكان والمجتمعات والحكومة المحلية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى