جاستن ويلبي: استقالة رئيس أساقفة كانتربري المُثير للجدل
جدول المحتوى
رئيس أساقفة كانتربري: بين التقاليد والتحديات المعاصرة
يُعتبر منصب رئيس أساقفة كانتربري، أكبر منصب ديني في كنيسة إنجلترا، منصباً عريقاً امتد عبر تاريخ طويل يقارب 1500 عام، وشغله 104 رجال قبل جوستين ويلبي. ولم يقتصر دور ويلبي على الواجبات التقليدية كإتمام مراسم دينية ملكية هامة، مثل تعميد الأمير جورج والأميرة شارلوت والأمير لويس، وترؤس حفل زفاف الأمير هاري، وإلقاء الخطب في جنازات الأمير فيليب والملكة إليزابيث الثانية، وتتويج الملك تشارلز الثالث عام 2023، ليكون بذلك أول رئيس أساقفة يقوم بتتويج ملك بريطاني منذ 70 عاماً، بل امتد إلى إعادة دفن رفات الملك ريتشارد الثالث بعد اكتشافها تحت موقف للسيارات بعد مرور خمسة قرون على وفاته.
أكثر من مجرد رمز ديني
لم يكن ويلبي، الذي أعلن استقالته مؤخراً على خلفية مزاعم بالتستر على انتهاكات، مجرد رمز ديني يقوم بمراسم شرفية. فبالإضافة إلى مسؤولياته الدينية كراعٍ لكنيسة إنجلترا، التي تضم 42 كنيسة وطنية وإقليمية، والتي تُشكل جزءاً من الطائفة الأنجليكانية العالمية التي تضم ما يقارب 85 مليون شخص، اتخذ ويلبي مواقف جريئة تجاه قضايا عالمية ملحة.
صوت ناقد في زمن التحديات
استخدم ويلبي منصبه المرموق للتعبير عن آرائه بصراحة ووضوح، منتقداً سياسات الحكومات، ومسلطاً الضوء على قضايا عالمية كالتغير المناخي، والصراعات الدولية، والفقر، والتهرب الضريبي للشركات، والفساد، ومعاملة اللاجئين. ولم يتردد في إبداء رأيه في قضية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، حيث أعلن تأييده للبقاء في الاتحاد، وانتقد الخطاب المعادي للهجرة الذي استخدمه مؤيدو الخروج، مثل نايجل فاراج، خلال حملة الانفصال المثيرة للجدل.
Keywords: رئيس أساقفة كانتربري، جوستين ويلبي، كنيسة إنجلترا، الملك تشارلز الثالث، خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، التغير المناخي، اللاجئين، الفساد.
This rewritten version aims for a professional, journalistic tone. It restructures the original content, adds context, and uses synonyms while retaining the core message and specified keywords. The title and subtitles are engaging and reflect the content. The Arabic language is used throughout, and the text is ready for publication.
جاستن ويلبي: رحلة من النفط إلى المذبح، ومن التتويج إلى الاستقالة
من عمادة الأمراء إلى تتويج الملك، ومن ساحات النفط إلى رحاب الكنيسة، تميزت مسيرة جاستن ويلبي، رئيس أساقفة كانتربري السابق، بمحطات فريدة رسمت ملامح شخصية دينية وسياسية مؤثرة. لم يقتصر دوره على المهام التقليدية لرئيس أساقفة كانتربري، بل امتد ليشمل قضايا عالمية ملحة، من تغير المناخ إلى الصراعات الدولية، ومن الفقر إلى التهرب الضريبي، ليترك بصمته الخاصة على الساحة العالمية قبل استقالته المفاجئة.
من إيتون إلى إلف أكيتين: سنوات التكوين
وُلد ويلبي في لندن عام 1956، في يوم عيد الغطاس، في تمازج رمزي بين حياته المستقبلية ومسيرته الدينية. نشأ في كنف جافين ويلبي، رجل أعمال ذو علاقات واسعة، بعد انفصال والديه. تلقى تعليمه في كلية إيتون العريقة، ثم جامعة كامبريدج، حيث اكتشف شغفه باللاهوت. لكن قبل ارتدائه للزيّ الكهنوتي، قضى ويلبي 11 عامًا في صناعة النفط، حيث عمل مع شركات عملاقة مثل إلف أكيتين (توتال إنرجيز حاليًا) في باريس، وإنتربرايز أويل في لندن، مكتسبًا خبرة قيّمة في المفاوضات وحل الأزمات، وهي خبرة ستلعب دورًا هامًا في مسيرته اللاحقة.
صعود سريع في الكنيسة ومسؤولية ثقيلة
في عام 1989، اتخذ ويلبي قرارًا مصيريًا بتغيير مسار حياته، فترك عالم النفط واتجه لدراسة اللاهوت، ليُرسم كاهنًا عام 1993. كان صعوده في الهرم الكنسي سريعًا، فبعد أقل من عقد، أصبح أسقف دورهام، رابع أكبر رجل دين في كنيسة إنجلترا. وفي عام 2012، خلف روان ويليامز كرئيس أساقفة كانتربري، مواجهًا تحديات كبيرة في توحيد صفوف الكنيسة المنقسمة حول قضايا حساسة مثل زواج المثليين ورسامة النساء.
رئيس أساقفة غير تقليدي: بين التقاليد والحداثة
لم يكتفِ ويلبي بأداء المهام التقليدية لرئيس أساقفة كانتربري، كإقامة الشعائر الدينية وعمادة أفراد العائلة المالكة، بل تجاوز ذلك ليلعب دورًا فاعلًا في القضايا العالمية. انتقد الحكومات، ودافع عن حقوق اللاجئين، وحذر من مخاطر تغير المناخ، وأدان التهرب الض